
الشاعر
لم يكن الحب عند سيرانو دي بيرجراك مجرد كلمة جوفاء أو ابتسامة باردة بل هو التضحية في أسمى صورها . فبينما كان يحب ابنة عمه «روكسان»، إلا أنه ظن أن أنفه الكبيرة تمنع روكسان من أن تبادله الحب: لذا لم يصارحها بحبه، وظل يكتمه في فؤاده، وضحى بأغلى شيء في حياته من أجل إسعادها ولم يقدم الحيلة في أن يزوجها من «كرستيان» الذي اختارته حبيبا. وظنت أنه أذكى وأشجع إنسان بفضل حيلة «سيرانو»، بل واتخذه «سيرانو» صديقا مقربا ولم تعلم «روكسان» بما في قلب «سيرانو» إلا وهو على فراش الموت، وأراد المنفلوطي» من روايته أن يوجه رسالة إلى المحبين، مفادها أن الحب هو الفناء من أجل الآخر. والشقاء من أجله، والعطاء بلا مقابل، فقط لمجرد أن تراه سعيدا، وإن كنت شقيا.